سياح:بيشة
نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يوم الأربعاء الماضي، زيارة ميدانية لقيادات المجتمع المحلي في محافظة بيشة إلى موقع “العبلاء” الاثري بالمحافظة، وذلك في إطار أنشطة مسار التوعية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
وتعد هذه الزيارة التي نظمتها الإدارة العامة للإعلام وعلاقات الشركاء بالتعاون مع فرع الهيئة بمنطقة عسير.
وبدأت الزيارة بشرح من الدكتور عبد الله الزهراني مدير عام إدارة البحوث والدراسات الأثرية، عن أهمية موقع “العبلاء”، خاصة وأنه من أهم أماكن التعدين في الجزيرة العربية قبل ثلاثة آلاف سنة.
وأوضح الزهراني، أن الزيارة تهدف إلى تعريف المجتمع المحلي بالأعمال التي تقام في الموقع وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المأخوذة عن أعمال التنقيب والحفاظ على هذا الموقع الأثري كأحد أهم المواقع الأثرية التي تتميز بها المنطقة، إضافة إلى الاستفادة منها كرافد اقتصادي للمنطقة والتعريف ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، بحيث يكون هذا الموقع – كغيره من المواقع الأثرية – متحفاً مفتوحاً في المستقبل للمواطنين والزائرين.
وبين أن موقع العبلاء من أهم المواقع الأثرية الموجودة في المملكة حيث كان ضمن مستوطنات التعدين قبل 3 آلاف سنة، مشيراً إلى أن الأعمال التي قام بها فريق العمل في هذا الموسم كانت مشجعة جداً، ما أدى إلى حرص كثير من الباحثين على الاستمرار في العمل ليتعرفوا على طبيعة الموقع والفترات الحضارية التي مرت عليه والقصة التي حدثت فيه.
وأبان الزهراني، أن البعثة عملت في الموقع لثلاثة مواسم ابتداء من عام 1436هـ، مشيرا إلى أن الأعمال الحالية تركز على اجراء تنقيبات أثرية في مواقع متفرقة من الموقع إضافة إلى دارسة الأدوات الفخارية والزجاجية والمعدنية الناتجة من أعمال المسح والتنقيب.
بعدها قام الوفد بالتجول في الموقع، وشاركوا في أعمال المسح والتنقيب، مستمعين إلى شرح مفصل من فريق المسح عن أهمية المكتشفات التي تمت في الموقع، مشاركين الفريق رأيهم في ضرورة توعية المجتمع المحلي بأهمية هذه المواقع في الحاضر والمستقبل ومدى الفائدة التي يمكن أن تعود على المجتمع من مكتشفات الفرق العلمية.
وقال عبد الله سعيد الأكلبي، مدير مكتب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمحافظة بيشة، رئيس فريق التنقيب”: إن الموسم الأول شهد أعمال مجسات في منطقة أعمال صهر الخامات المعدنية، وكانت عبارة عن أحجار منصهرة، وكان الموسم بمشاركة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية بتنفيذ مسح جيوفيزيائى بستخدام مجموعة من الطرق العلمية المعروفة في مثل هذه المواقع، وعند البدء في التنقيب اكتشفنا وحدات معمارية مترابطة، وكسر فخارية، وخزفية ، وزجاجية، وهي دلائل على وجود تعاقب ثقافي وحضاري في المنطقة”.
وثمن محمد بن سبرة محافظ بيشة، جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاهتمام بالتراث العمراني والمواقع الأثرية، مشدداً على ضرورة إسهام المجتمع المحلي والأجهزة الحكومية الأخرى مثل البلديات والتعليم والجهات الأمنية كي تنتهي الفرق العلمية من مهامها في الوقت المحدد، لأن نجاح البعثة يمثل نجاح للعبلاء بصفة خاصة ومحافظة بيشة بصفة عامة.
وأشار المهندس خالد الوادعي، رئيس بلدية الثنية وتبالة، إلى أنه اكتشف الكثير من المناطق الأثرية في المنطقة على مدار عمله رئيساً للبلدية لمدة 5 سنوات، لكنه تفاجأ بما تحتويه العبلاء من إرث تاريخى يمتد لألاف السنين، موضحاً أنهم يعملون بما يتوافق مع رؤية المملكة وبالتعاون مع جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وطالب محمد بن سعد الدوسري، مساعد مدير التعليم للشؤون المدرسية بمحافظة بيشة، بتثقيف الطلاب والطالبات والمجتمع المعرفي المحيط بكل مكتشفات الموقع، لأنها تعد مستندات لتوثيق المصادر التاريخية لهذه المنطقة.
وقدم على بن سعيد الغصن، أحد مشايخ القبائل بالمنطقة، الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لجهوده في إحداث نقلة كبيرة في سبيل الحفاظ على التراث وتعريف المواطنين بحضاراتنا وتاريخنا.
وتأتي الزيارة ضمن فعاليات حملة التوعية المجتمعية للتراث الوطني التي ينظمها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وتندرج تحت مسار التوعية والتعريف بالتراث الوطني، حيث يعد البرنامج مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري وغيرها، ويشمل البرنامج 230 مشروعاً تتمثل في هذه المسارات.