(تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبيننا )
ألا ليت الزمان يعودبنا إلى الجلوس في حضرة سيد الخلق ، لنرى وجهه البهي وابتسامته الوادعة ، ذلك البشر المبشر الميسر ، لنخبره بما فعل الناس بالدين بعده،
وكيف اخترع الكثيرين منهم استراتيجيات (متعوب عليها) ليحولوه (هذا الدين القويم) إلى مشجب يعلقون عليه مصالحهم ، وقناة يحرفون مسارها بمسحاتهم ، لتصب في غدرانهم ،
فمن مدعٍ لغيرة على دين الله ، وهو في الحقيقة يخدم رغباته ، إلى حامل لواء المواعظ ، وهو يحمل على ظهره أغراضه الخاصة ،
إلى مريض ينشر علته بل ويقحمها في كل قلب يتمكن منه ، ويدعي بأن مالديه هو شفاء القلوب .
تعبنا من ليِّ الآيات والأحاديث ، وتصدعت عقيدة البعض من سوء ما رأوا من ممارسات باسم هذه العقيدة السامية ، وأعرض البعض منا عنه بسبب الافتراءات المنتشرة باسمه .
هذا بيننا نحن المسلمين ،
فكيف نعترض على تعدي الآخرين على ديننا؟ ، وهناك منا من يزعزع أركانه بمعول يمسكه بيدٍ تسبح لله ؟
فالجهل معول ، والمصالح معول ، والحذر الزائد عن حده معول ، ولا أستطيع حصر هذه المعاول ، لكنني أتمنى أن نعود إلى كلمة سواء ((بيننا وبيننا)) ،
هذا في البداية ، ثم بعد ذلك نعود إلى كلمة سواءٍ بيننا وبين الآخرين ، أوليس هذا الدين القويم منقذ البشرية؟ وسيحل لنا كل مشاكلنا ؟ أولم يأت رحمة للعالمين ؟
هو كذلك والله ، لو طُبِّق كما نزل على سيد الخلق عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فاتقوا الله في أنفسكم ، ولاتقحموا مصالحكم وعقدكم وأمراضكم في الدين ، فتنفروا أهله منه ، عدا عن غير أهله الذين لو عرفوه كما هو ؛ لسارعوا إليه ، ولو عرفوا سماحته لما وقفوا منه موقفًا معاديًا ، ولو ذاقوا حلاوته لما تركوه ولو تركت أرواحهم أجسادهم ، فبالله عليكم لاتفتروا عليه وتألفوا شرعًا من عندكم ، هذا أذى لدين الله وتنفير منه ولستم إذ تتشددون به بأفضل من ذلك النبي الذي يسَّر ولم يعسِّر وبشَّر ولم ينفِّر .
الشاعرة ليلى الاحمدي
شاعرة وفنانة تشكيلية
نائبة رئيس مؤسسة رواق المدينة للمثقفات والاديبات