الرياض:سياح
برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله)، تحتفي المملكة بآثارها الوطنية من خلال الملتقى الأول لآثار المملكة العربية السعودية الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على مدى ثلاثة أيام، خلال الفترة من 18 -20 صفر 1439هـ الموافق 7 – 9 نوفمبر 2017م، في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض.
وبالإضافة إلى جلسات وورش العمل التي يشارك فيها عدد كبير من علماء الآثار في المملكة والعالم، فسيكون الملتقى موجها لعامة المواطنين بهدف تفاعلهم مع آثار المملكة وتعريفهم وارتباطهم بها، وذلك من خلال إقامة معارض متخصصة في الآثار، وفعاليات ثقافية وسياحية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وفي حي البجيري، إضافة إلى المعارض التي تقام في الجامعات، كما سيتم خلال الملتقى تدشين عدد من مشاريع المتاحف الجديدة ومشاريع للاكتشافات الأثرية وبحوث الآثار.
وعملت اللجنة المنظمة للملتقى على جذب المواطنين والزوار للملتقى من خلال الإعداد لعروض تفاعلية، ومجسمات كبيرة لأبرز المواقع الأثرية في المملكة، إضافة إلى المعارض المتخصصة للتعريف بالمواقع والقطع الأثرية السعودية، ومجسمات كبيرة يجري إنشاؤها في الساحة المقابلة للمتحف الوطني عن أبرز المواقع الأثرية في المملكة وفي مقدمتها موقع مدائن صالح، وموقع الرسوم الصخرية في جبة والشويمس المسجلان في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
كما سيتضمن الملتقى عروضا ثقافية وفنية ومسابقات تلفزيونية تدور أسئلتها حول آثار المملكة.
ومن أبرز فعاليات الملتقى معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي زار حتى الآن 12 متحفا عالميا شهيرا في أوربا والولايات المتحدة والصين وكوريا، ولقي أصداء إعلامية واسعة بما يحويه من قطع أثرية نادرة تبرز حضارات المملكة وإرثها الحضاري.
ويحوي المعرض (466) قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وارثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة.
وتغطى قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744م إلى عهد الملك عبد العزيز (رحمه الله) مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
كما سيشهد الملتقى إقامة عدد من المعارض الأخرى التي تستمر 50 يوما، مثل معرض الآثار المستعادة والذي يضم القطع الأثرية التي اعادها مواطنون وأجانب للهيئة، ومعرض المكتشفات الأثرية الحديثة بالمملكة، ومعرض عناية واهتمام ملوك المملكة بالآثار والتراث الوطني (بالمشاركة مع دارة الملك عبدالعزيز)، ومعرض مصور عن مشروع ترميم محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة بالمشاركة مع مؤسسة التراث الخيرية، ومعرض هيئة المساحة الجيولوجية، ومعرض الطوابع التذكارية، ومعرض الصور التاريخية، ومعرض رواد العمل الأثري، ومعرض الكتب المتخصصة في مجال الآثار، فضلا عن عرض عدد من الأفلام المتنوعة والمطبوعات عن التراث الوطني.
وسيشهد الملتقى تدشين عدد من الإصدارات والرسائل العلمية المتعلقة بالآثار.
ويهدف الملتقى إلى التعريف بالجهود التي بذلت على مستوى قيادة البلاد والمؤسسات الحكومية والأفراد للعناية بآثار المملكة عبر التاريخ ورفع الوعي وتعزيز الشعور الوطني لدى المواطنين وتثقيف النشء بماهية الآثار وما تحويه بلادنا من إرث حضاري، والتعريف بمكانة المملكة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي من الناحية التاريخية والحضارية، إضافة إلى إقامة تجمع علمي للمختصين والمهتمين في مجالات آثار المملكة واطلاعهم على جميع المشاريع المرتبطة بذلك وتوثيق تاريخ العمل الأثري في المملكة تحويل قضية الآثار الى مسؤولية مجتمعية.
ويقدم المؤتمر العلمي الذي سيقام على هامش الملتقى أوراقاً علمية تغطي جميع الفترات التاريخية من فترة ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري – 20م، حيث تشمل محاور المؤتمر العلمي، آثار ما قبل التاريخ، والرسوم الصخرية، وطرق التجارة والحج، وآثار الجزيرة العربية قبل الإسلام، وآثار العصور الإسلامية، والعمارة والفنون، والآثار الغارقة، والكتابات القديمة والإسلامية، ومواقع التراث الشفهي، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تناقش عددا من القضايا المحددة في مجال الآثار، مثل التقنيات الحديثة في مجال الآثار، ودور الإعلام والمواطن في التوعية بأهمية الآثار، وحماية الآثار (الأنظمة والتشريعات، التأهيل والتطوير، البحث العلمي، التجارب الدولية)، وتزوير الآثار والكنوز المزعومة، والهوية والتراث الوطني، والآثار والمستقبل.
ومن أبرز ورش العمل ورشة عن الاعلام والتوعية بالآثار بمشاركة عدد من الإعلاميين ومشاهير وسائل التواصل الااجتماعي.
وتنظم الهيئة الملتقى تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة)، بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، ووزارات “الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم”، وعدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في تصريح صحفي أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) على رعاية الملتقى تأتي في إطار الدعم والاهتمام الذي يوليه أيده الله لكافة الجهود المتعلقة بالتراث الوطني بشتى مجالاته.
مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بين عبد العزيز هو الداعم والمحفز الأول للمحافظة على الآثار والاعتزاز بها، ولا يجادل أحد على أنه رمز للأصالة والحفاظ على الهوية، كما أنه رمز للتقدم والتحديث مع الالتزام بالقيم، وهو ما يؤكده – أيده الله – في كل مسؤولية قادها وكل مرحلة تولى أمرها، وهذا الملتقى يستهدف الاستنارة بهذا النهج وتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لإبراز ما تزخر به بلادنا من غنى في الآثار وفي القيم وتعريف المواطنين به”.
لافتا سموه إلى أن الوحدة الوطنية لهذه البلاد تأسست على منظومة من القيم الإسلامية والأخلاقية، وعلى ترابط المواطنين المستمر بعقد تاريخي أساسه الإسلام والاحترام والقيم الراسخة الموروثة.