يقولها البعض بحسرة ، وحين يُسأل عن سبب هذه الحسرة تنطلق الإجابة :
لأن المدارس والجامعات في عمق عملها ، ولأن إجازة نهاية الأسبوع لاتكفي للسفر ،
فيولد سؤال آخر:
ولكن الجو تحسن هنا أيضًا ، فما الداعي للسفر؟
وتأتي إجابة أخرى ولكن هذه المرة على مهل وترتدي عباءة السؤال :
وأين نذهب للاستمتاع بالجو؟
وفي طيات هذا السؤال الكثير من القصص ، والكثير من العبر أيضًا .
لنتكلم بلسان شاب يريد الجلوس في مكان جميل يستمتع بالنسيم :
ركبت سيارتي وخرجت فصافحني النسيم وقررت أن أجلس معه بصحبة أصدقائي وحين اجتمعنا احترنا أين نجلس ، هناك كافيهات منتشرة على جانبي الطريق ، لكنها عبارة عن صناديق مغلقة ، لاتفي بغرض سوى تناول القهوة ، أو هي عبارة عن طاولات على الرصيف تمر من قربها السيارات ،.
هناك حديقة عامة تبدو جميلة من الخارج وحين اتجهنا إلى بوابتها أوقفنا العسكري بحجة أننا لسنا عوائل ، قال أحدنا :
لنذهب إلى ذلك المقهى الكبير المخصص للشباب ، كان بعيدًا فتوجهنا إليه وجلسنا أخيرًا هناك نسيم ، ولكن المكان مزدحم والجو ملوث بدخان الشيشة ، وروائح الطعام وأصوات المجاورين لنا في الجلسة ، ومع ذلك لابأس به كمكان وحيد للجلوس ، وبرغم أننا سنمل منه كونه المكان الوحيد في المدينة .
ثم لنتكلم بلسان امرأة ، أو فتاة وأطفال ، سنجد أجوبة مشابهة .
باختصار :
نحتاج إلى أماكن عامة جميلة ومنوعة لاحتواء الناس في أوقات الفراغ ، وتوفير الخدمات والتسهيلات التي تبقيهم في بلدهم وتشبع رغباتهم في التنزه والتسلية والمتعة ، أيضًا نحتاج إلى أماكن لممارسة الهوايات كركوب الخيل ولعب كرة القدم وحتى القراءة وتناول القهوة في أماكن مريحة جيدة التهوية ، نظيفة ، واستغلال طبيعة البلد ، سواءًا كانت بلدة جبلية أو ساحلية أو زراعية ، وكم هي متنوعة تضاريس بلادنا الشاسعة ، القليل من الاهتمام والتفكير والدراسة في هذا الشأن ، نتيجتها رضىً وسرور ، وفائدة للجميع .
الشاعرة ليلى الأحمدي
كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية
نائبة رئيس جمعية رواق المدينة للمثقفات والأديبات