أبوظبي / وام /
انطلقت اليوم فعاليات النسخة الـ 12 من مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي لركوب القدرة والتحمل 2018 الذي يقام برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات وتطلقه قرية بو ذيب العالمية للقدرة التابعة للنادي على مدى أربعة أيام بالتعاون مع اتحاد الإمارات للفروسية بمشاركة كبيرة من نخبة من الفرسان الدوليين وحضور دولي مميز للمعنيين بالفروسية.
وكانت باكورة فعاليات المهرجان المؤتمر الدولي الثاني لركوب القدرة والتحكم الذي حمل عنوان ” بروتوكول بوذيب : الإضافة وتغيير نظرية ركوب القدرة والتحمل الحالية ” وشهد مشاركة عدد من الخبراء والحكام الدوليين والبيطريين والقانونيين وحضور كبير من المعنيين بالفروسية وبرياضة ركوب القدرة والتحكم والمدراء التنفيذيين ومدراء الإدارات في نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد.
وألقى سعادة سنان أحمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات في النادي رئيس اللجنة المنظمة العليا للمهرجان كلمة افتتاحية في المؤتمر رحب فيها بالمشاركين والحضور في قرية بوذيب العالمية للقدرة التي أخذت على عاتقها تبنّي ممارسة رياضة ركوب الخيل بكل ما من شأنه المحافظة على صحة وسلامة الخيل وبناء فرسان المستقبل وفق أسس صحيحة.
وقال : ” إن برتوكول بوذيب لركوب القدرة والتحمل بات يشكل اليوم ثقافة جديدة في رياضة ركوب القدرة والتحمل وتتوالى آثاره الطيبة باضطراد .. مشيدا بالنخبة المتميزة من المشاركين في المؤتمر الذي يؤمل منه منح المزيد من الأفكار لنشر وتوسيع قاعدة برتوكول بوذيب للوصول إلى أفضل معايير رعاية وسلامة الخيول والقضاء على الممارسات السلبية”.
كما تحدث د.غانم محمد الهاجري الأمين العام لاتحاد الإمارات للفروسية والسباق في كلمة له ببداية المؤتمر حول أهمية المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي تعمل على الارتقاء بالفروسية وبرياضة ركوب القدرة والتحمل .
وثمن الهاجري جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في دعم ورعاية سباقات ركوب القدرة والتحمل وحرص سموه على العمل بكل ما من شأنه الارتقاء بهذه الرياضة .
وأكد دعم اتحاد الإمارات للفروسية لمثل هذه المؤتمرات التي تجمع الخبراء والمختصين والمعنيين وتتيح لهم مناقشة كل ما فيه مصلحة هذه الرياضة .. مشيراً إلى أن الاتحاد يستعد لعقد مؤتمر في شهر ابريل القادم للغايات نفسها.
وأشاد د.الهاجري ببروتوكول بوذيب وما يحمله من أهداف للحفاظ على سلامة الخيل والفارس .. وقال : ” إننا في الإمارات أكثر الناس حرصاً على ركوب الخيل بسلامة وأكثر الناس التزاماً بقوانين رياضة ركوب القدرة والتحمل لأننا أبناء ثقافة تحض على الحفاظ على سلامة الخيل ” .
وشدد على ضرورة القيام بدراسات معمقة حول هذه الرياضة وحول سلامة الخيول المشاركة فيها وتفاصيل الإصابات التي تحدث في سباقاتها .. مشيراً إلى أن الاتحاد يقوم بمثل هذه الدراسات حالياً وسيتم نشر نتائجها مستقبلاً حيث أثبتت إحداها وبعد تحليل الأرقام من كافة سباقات القدرة في الإمارات بطريقة علمية أن النسبة الأكبر من المشاكل تحدث في الفئات الأقل مستوى وليس بين نخبة الفرسان والخيل التي في طليعة الرياضة.
وعقِب المؤتمر عقدت ورشة عمل بعنوان “المنشطات – والتوعية في استعمال الأدوية البيطرية” شارك فيها عدد ممن مثلوا ملاك الخيل والفرسان والمدربين.
وأدار الحكم الدولي الإماراتي محمد علي الحضرمي هذه الورشة المؤتمر الذي اشتمل على محورين بيطري وقانوني تحدث فيه عدد من الخبراء والمختصين الدوليين وشارك فيه عدد من المختصين من الاتحاد الدولي للفروسية إلى جانب عدد ممن مثلوا ملاك الخيل والفرسان والمدربين.
وتحدث في المؤتمر كل من الطبيب البيطري الفرنسي جون لوي والمحكم البيطري الدولي الأردني د.أنس حسن والحكم الدولي الفرنسي السيد كريستيان لوزانو والسيد محمد الزيود رئيس قسم القدرة في اتحاد الإمارات للفروسية والسباق.
واستعرض كريستيان لوزانو القواعد التي تحكم ركوب القدرة والتحمل وفصلها مبيناً الاهتمام العالي الذي توليه للخيل وسلامتها حيث دارت النقاشات بينه وعدد من الحضور بهذا الخصوص.
وقال : ” إن هناك إسطبلات ذات مهنية في جميع أنحاء العالم، لكنها ليست كتلك التي في الإمارات من حيث اهتمامها بالخيل مؤكداً أن التكنولوجيا المستخدمة في الدولة هي الأفضل على الإطلاق في مجال سباقات القدرة والتحمل، كما أن الإمارات تعد مهمة جداً بالنسبة إلى سباقات الخيل والأفضل في ما يتعلق بصحة وسلامة ورفاهية الخيل”.
وتحدث جون لوي حول المسارات الطبيعية التي تجرى فيها السباقات وميزاتها النسبية .. أما الدكتور أنس حسن فتناول استقطاب أكاديمية بوذيب للفرسان من مختلف أنحاء الدولة وفقاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان مما أثمر تخريج عدد كبير من الفرسان الذين حازوا جوائز عالمية في المجال نتيجة للتأهيل العالي الذي تلقوه في بوذيب.
وقال إنهم تقدموا في ذلك وشملوا إلى جانب تعليم الفارس تعليم الملاك والمدربين لضمان سلامة الخيل، وظهرت نتائج التعليم هذه في الحرص الذي صارت الخيل تحظى به ممن لهم علاقة بها جميعهم.
وقال السيد محمد الزيود، إن بروتوكول بوذيب حقق أهدافه التي وضع من أجلها، وإنهم سينظرون في أمر التطوير وإعادة النظر في السرعة، وربما يجربون الموسم المقبل سباقات بدون تحديد السرعة، وتحدث الزيود كذلك عن إمكانية تصنيف الخيول إلى مجموعات بحسب المستوى من أجل مزيد من التكافؤ.
وفي نهاية كل من المؤتمر وورشة العمل، أوصى المشاركون بإعادة النظر في تحديد السرعة البالغة حالياً 20 كيلومتراً بغرض التوافق مع السرعات والقوانين المعتمدة لدى الاتحاد الدولي للفروسية لاسيما أن البروتوكول حقق غاياته لرفاهية وصحة وسلامة الخيل، واختفاء الإصابات البليغة، على أن تكون هناك سباقات تجريبية قبل الاعتماد.
كما أوصوا باعتماد جائزة سنوية في نهاية موسم القدرة في الدولة لأفضل نتائج حققها الفرسان والمدربون والإسطبلات، ضمن معايير محددة يتم نشرها بداية كل موسم وإعطاء الحدث تغطية إعلامية كافية .. وأوصوا كذلك بتصنيف للخيل يتم فيه توزيع الخيول إلى فئات وفقاً لكفاءتها وقدراتها بحيث تضم كل فئة الخيول المتقاربة في المستوى.
وأوصى المشاركون في ورشة العمل بتشديد العقوبات حيال تعاطي المنشطات والأدوية المحرمة وإعادة النظر في موضوعية تحديد المسؤولية في ذلك لكل حالة خيل تخالف المعايير، لكل من الفارس والمدرب والإسطبل والطبيب البيطري واعادة النظر في قيمة الجوائز.
كما طالبوا بالتأكيد على زيادة ورش العمل والفعاليات التثقيفية والتوعوية حيال القوانين المحلية والدولية للفروسية ولرياضة ركوب القدرة والتحمل بصفة عامة ولبنود تعاطي المنشطات والأدوية بشقيها المحرمة والمحظورة والمراقبة بخاصة.
وسترفع هذه التوصيات والمخرجات لمؤتمر القدرة والتحمل الذي سينظمه الاتحاد الدولي للفروسية بدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر أبريل المقبل.
ويستقطب المهرجان، كعادته في مختلف دوراته، عددا كبيرا من الفرسان من جنسيات مختلفة، من بينهم نخبة من الفرسان الدوليين نظرا لتميزالمهرجان بسباقه الرئيسيلمسافة 243.15 كيلومتر وبجوائزه البالغة مليون ونصف المليون درهم وخمس سيارات فاخرة وبمساراته الطبيعية في مضامير قرية بوذيب بمدينة الختم إذ ينفرد المهرجان عن غيره من فعاليات الفروسية العالمية، بتنظيم سباق 243.15 كيلومتر على مدار ثلاثة أيام، وهذا بحد ذاته يعتبر تميزا وتحديا لقدرات تحمل خيول القدرة.
كما تجري سباقات المهرجان بمسارات طبيعية كاملة من تلال وغابات وأشجار، بما يتواءم وبروتوكول بوذيب لركوب القدرة والتحمل الذي يهدف للعودة بهذه الرياضة إلى سابق عهدها، وإلى المحافظة على صحة الخيل والفارس والتنافس الشريف، وتعزيز الترابط والصداقة بين الفارس والجواد ، حيث أصبح البروتوكول اليوم موضع اهتمام كل محبي رياضة سباقات القدرة محليا وعالميا.
وشهد اليوم كذلك إجراءات الفحص والتسجيل لسباقي يوم غد الخميس والذي سيشهد انطلاق سباق 243.15 كيلومتر المصنف دوليا بثلاثة نجوم، ويتواصل على مدى ثلاثة أيام، وسباق القدرة النسائي لمسافة 101.01 كيلومتر.
وتتواصل يوم بعد غد الجمعة، اليوم الثالث للمهرجان، منافسات سباق 243.15 كيلومتر، كما ستتم منافسات كل من سباق الخيول ذات الملكية الخاصة لمسافة 101.01 كيلومتر، كما سيشهد اليوم نفسه سباقا تعليميا تأهيليا لطلبة أكاديمية بوذيب لمسافة 40 كيلومتر.
أما اليوم الأخير من المهرجان فسيشهد المرحلة الأخيرة لمنافسات السباق الرئيسي 243.15 كيلومتر، وسيشهد كذلك انطلاق السباق التأهيلي الدولي نجمة واحدة لمسافة 80.57 كيلومتر، وانطلاق السباق الدولي المفتوح نجمتين لمسافة 21.271 كيلومتر، كما سيشهد سباقا تعليميا للمبتدئين من طلبة أكاديمية بوذيب لمسافة عشرة كيلومترات.
وبغية التسهيل على الجمهور ومحبي رياضة ركوب القدرة والتحمل أقيم مهرجان تراثي مصاحب للحدث، يتضمن قرية تراثية وسوقا شعبيا وبيت شعر لاستضافة الزوار، وسيتم تقديم خدمات وأنشطة جاذبة متنوعة للجمهور، كما يعمل النادي كعادته على تأمين وسائط نقل للزوار ولعائلاتهم من مقر نادي تراث الإمارات بأبوظبي وحتى قرية بوذيب العالمية بالختم لحضور فعاليات المهرجان.