المنامة / بنا /
التقى أكثر من 500 شخصية فرنسية معنية بالحفاظ على التراث المادي في قصر الرئاسة الفرنسية هذا الأسبوع بهدف إطلاق مبادرة استثنائية لدعم مئات المباني التاريخية عبر سلسلة من التدابير والإجراءات وفي مطلعها استحداث يانصيب جديد يشارك فيه الفرنسيون تخصص مبيعات بطاقاته لصون التراث المادي الفرنسي.
وأكد الرئيس الفرنسي خلال اللقاء أن “التراث قضية وطنية، وهو هوية بلدنا”، داعيا الفرنسيين للمشاركة في هذا المشروع الذي يبدأ بترميم وصون 18 مبنيا تاريخيا، وكان قد قام قبيل اللقاء بزيارة قصر الكاتب والمفكر الفرنسي فولتير 1694-1778 الذي أنجز ترميمه للتو في بلدة فيرنيه-فولتير على الحدود بين فرنسا وسويسرا.
وبهذا الخصوص أعربت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عن سعادتها لهذا الاهتمام الذي يوليه الرئيس الفرنسي بالإرث الثقافي التاريخي والذي يعود بالمنفعة الاقتصادية على الدخل الوطني، مشيرة إلى أن “التراث يبقى الهوية الوطنية وعنصر فرادة المجتمعات، وهذا ما تتميز به مملكة البحرين كي تكون جاذبة لسياحة ثقافية نوعية، يقصدها الزائر للتعرف على حضارة أرض دلمون وطريق اللؤلؤ ومواقع أخرى تعمل اليونسكو على إدراجها على قائمة التراث الإنساني العالمي لعراقتها ولما تعكسه من تراث إنساني للمنطقة”.
ونوهت معاليها بأهمية المحرق التي، لفرادتها وتراثها، اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام، مشيرة إلى أن كل جزء من المملكة يحكي قصة تستحق أن نتوقف عندها ونسلط الضوء على أهميتها وخصائصها الإنسانية، كما أشارت إلى أهمية الحفاظ على هذا الإرث وصونه.
ومن المعلوم أن الدولة الفرنسية تخصص سنويا ميزانية عالية لترميم المباني التاريخية والتي تعزز السياحة الثقافية للبلد، وقد خصصت هذه السنة نحو 326 مليون يورو لصون التراث، وفق وزيرة الثقافة الفرنسية.
أما مشروع السحب الجديد، فيرمي إلى حشد المواطنين على نطاق واسع للمشاركة فيه والمزمع إطلاقه في نهاية الصيف لتمويل وترميم المعالم، وستحمل قسائم الحظ رسوما للمواقع المختارة في سياق مشروع «التراث المعرض للخطر»، وتقدر الهيئة الفرنسية عائدات المبيعات بما بين 15 و20 مليون يورو ستخصص لصندوق «التراث المعرض للخطر».
وسيجرى السحب الذي من المقرر اعتماده بوتيرة سنوية، وفق ماكرون، في 14 سبتمبر، عشية عطلة نهاية الأسبوع المخصصة للتراث. وتبلغ الجائزة الكبرى فيه 13 مليون يورو.