الجزائر /العمانية/
يحتضن قصر رياس البحر بالجزائر معرضاً بعنوان “طريق الحرير والمعرفة” يضمُّ 38 لوحة مختلفة تُؤرخ لأكثر من ألفي سنة من التبادل التجاري والمعرفي بين شعوب عريقة على غرار الصين واليونان وإيران.
وتأتي هذه الفعالية الفنية العلمية التي تستمر حتى 15 أغسطس المقبل، لتُعرّف الجمهور على المنجزات التي أفرزتها حركة التفاعل الإيجابي بين الشعوب والحضارات المختلفة.
وتقول الفنانة فريال ولد عودية، إنّ دعوتها لتنظيم هذا المعرض، جاءت انطلاقاً من إعجابها بطريق الحرير الشهير، وبالرجال الحكماء الذين مرُّوا بهذا الطريق وصنعوا كلّ تلك المقاطع سيراً على الأقدام.
يضمُّ المعرض تشكيلة من التوابل والرسومات واللّوحات التي تُعرّف ببعض المعالم التاريخية، وقد ساهمت فيها سفارات عدد من البلدان من خلال عرض مختلف أنواع السجّاد والملابس وحتى الأطعمة التي انتشرت على مرّ التاريخ عبر مسارات هذا الطريق التاريخي الذي أسهم في تطوُّر وازدهار العديد من الحضارات.
وتعدّ الجزائر إحدى بوابات شمال إفريقيا الرئيسة التي ساهمت بفعالية في ترقية حضارة البحر الأبيض المتوسط، حيث كانت، على مرّ التاريخ، نقطة ارتكاز أساسية لدول عرفتها المنطقة المتوسطية. وقد عُرفت باسم “إيكوزيوم” أو “إيكوسيم”، التي على أنقاضها استقرّت، لفترة قصيرة، قبيلة بني مزغنة، ثم انتقلت المدينة تباعاً من الحكم المرابطي إلى حكم الموحدين وغيرها من الدول، إلى أن أصبحت عاصمة للنشاط العثماني في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.
وتُشير الفنانة ولد عودية، وهي إحدى المختصّات في السيراميك، إلى أنّ طريق الحرير البري ربط بين آسيا الوسطى وأوروبا، وأنّ سبب اهتمامها بهذا الطريق، ولا سيما في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، يرجع أيضاً إلى القراءات والأبحاث التي أجرتها حوله، حيث وقفت على ما قام به ابن سينا وابن بطوطة وكل من مرُّوا عبر أوزبكستان وسمرقند وبخارى، وهو الأمر الذي دفعها إلى تنظيم معرض يُعرّف الجمهور بالمنجز الحضاري لهذا الطريق الذي شكّل قناة وصل أساسية طوّرت أصنافاً متعدّدة من وسائل وأدوات التبادل بين الشعوب والثقافات المختلفة.