” المواطن هو رجل الامن الاول ” استراتيجية تبنتها المملكة العربية السعودية لإيمانها التام بأهمية دور المواطن في أمن مجتمعه ودولته , استراتيجية الشراكة مع المواطن وفتح قنوات التواصل مع المواطن ليكون شريك فاعل في تحقيق أهم هدف يهم الجميع , ونجحت مملكتنا الغالية ولله الحمد في تحقيق ذلك.
بنفس الاستراتيجية السابقة يجب أن نعمل من أجل تحقيق التنمية السياحية بمجتمعاتنا , فالتنمية السياحية عملية تشاركية يساهم بها جميع أفراد المجتمع أو المدينة المعنية من أعلى سلطة بها وصولاً إلى كل فرد من أفراد المجتمع فلكل منهم دور و مهام ومسؤوليات بداً من صناعة وتصميم العديد من منتجات الجذب السياحي المتنوعة مرورا بالترويج والتسويق لها اضافة الى اهمية الارتقاء بالتعامل مع السائح والتي تهتم بها الدول السياحية ،ولن يتم ذلك الا بعد تحديد رؤية و رسالة وأهداف يتفق الجميع عليها ويعمل الجميع من أجل تحقيقها .
لسنا بحاجة لخبراء ومستشارين من خارج مجتمعاتنا لإحداث تنمية سياحية , وإن كان لابد من ذلك يجب أن يكون على نطاق ضيق , بكل مجتمع خبرات وكفاءات وطاقات وموارد وإمكانيات كفيلة بالنهوض به متى ما تم توظيفها واستثمارها بشكل أمثل ، فلو تأملنا في المجتمعات المتقدمة التي صنعت لنفسها مكانة بين مصاف المدن والمجتمعات لوجدنا أنها قامت على أيدي رجالها و أبنائها وبناتها وتنافس بهم .
لسنا بحاجة إلى استنساخ برامج وفعاليات وأماكن جذب يجب علينا أن نكون صناع للسياحة و نبدأ من حيث ما انتهى منه الآخرون ونبدع في تصميم أماكن جذب خاصة بنا وفعاليات يرتبط اسمها بمدينتنا وبرامج متنوعة تلبي رغبات واحتياجات كافة شرائح المجتمع . وأن ننطلق مما يميزنا عن غيرنا من أماكن طبيعية وأماكن مصممة بما يتوافق مع رؤيتنا وثقافتنا لجذب السياح .
التنمية السياحية عملية تشاركية تكاملية بين القطاعات العامة والقطاعات الخاصة والمواطن والمقيم من أجل الاستثمار الأمثل للموارد والإمكانيات لتكوين مدينة جذب سياحي . فعندما يكون المواطن شريك في تنمية مجتمعه سياحياً فأن أقل ما يمكن أن يقدمه :
1- أن يحافظ على الأماكن العامة وأماكن الجذب السياحي .
2- بناء السمعة الطيبة والصورة المشوقة والمقنعة للمدينة والاماكن السياحية .
3- تصحيح الصورة السلبية التي يشاهدها ويسمعها عن المدينة و مجتمعه .
4- تأكيد الصورة الإيجابية وما تتمتع به المدينة لجلب السواح إليها .
5- إعطاء صورة مبسطة عما يزخر به المجتمع من قيم وعادات وأعراف بقصد التقارب والتفاهم وعكس ثقافة المدينة .
أخيراً : يجب علينا كمسؤولين عن التنمية السياحية أن نتعرف على جميع الإمكانيات والموارد البشرية والطبيعة والمادية المتاحة بمدينتنا , وأن نضع رؤية ورسالة وقيم وأهداف توافق تطلعاتنا و إمكانياتنا , نسعى لتحقيقها وفق خطة زمنية محددة , وننشرها لجميع من ينتمى لمدينتنا . وأن نؤمن بأن : ” المواطن هو رجل التنمية السياحية الاول ” .
نايف الميلبي
@naifnsj