معرض الكتاب في أبو ظبي ، وما أدراك مامعرض أبو ظبي ، إنه ليس معرضًا للكتب فقط ، وليست البرامج والفعاليات التي تصاحبة هي مجرد أمسيات مجدولة لأسماء معروفة ، كما هو الحال في معارض الكتاب في بعض الأماكن ، أومحال تجارية تسوق لكتبها كما تسوق لكومة بطيخ ، الكتاب هنا يقف معززًا مكرمًا ، وهو الذي يسوق لنفسه .
إن معرض الكتاب في أبو ظبي والشارقة هو مهرجان ثقافي متكامل ، هو احتفالية بروح الكتب وما تحويه ، بالكتَّاب والشعراء والأدباء والتشكيليين أنفسهم ، بالموسيقى والفن بأنواعه ، تنظيمه يسهل على الزائر معرفة وجهته بل واختيارها ، فكل شيء مستطر .
وإن أيامه العشر هي عبارة عن فصل من فصول السنة ، فصل خامس أسميته ( فصل الجميع ) ، فجميع الثقافات مزهرة هاهنا ، والفنون مثمرة ، والأفكار ناضجة ، فالنهر سيال، والدروب سالكة ، وجميع الأجنحة ، مرفرفة ، وجميع النوافذ مشرعة لجميع من أراد التزود من الأدب والفن والجمال ، وجميع من أراد المشاركة وإبداء الرأي يستطيع ذلك بحضور الندوات والمناقشات الثقافية المنتشرة في مختلف الأجنحة .
حضور هذا المعرض لمرة واحدة ؛ يعني أن حضوره بقية المرات حتميًا ، فقد حضرت معارض الكتاب في عدة دول لكنني لم أرغب في العودة إليها واكتفيت بزيارة واحدة أو اثنتين ، أما في هذا المعرض ، فإنني أداوم في فيه منذ افتتاحه حتى نهايته ، أدلف إليه واتنقل في جنباته ، أتوقف عند كل زاوية وأصافح الكتب ، وألقي التحية على الأروقة الأنيقة ، والأجنحة الوارفة ، وحين ينتهي ، أودعه كما أودع العيد .
كم أتمنى أن يبدأ عندنا فصل الجميع !!