المدينة المنورة :جمال السعدي
في يومٍ من أيام الوطن الذي تتملكنا به مشاعر الفخر والاعتزاز ، شاهدين فيه عامًا بعد عام على الانجازات المتحققة، و الخطوات المتلاحقة لتطوير المدينة المنورة، مع الاهتمام البالغ الذي تلقاه مواقعها السياحية والتاريخية الإسلامية التي ارتبطت بالسيرة النبوية الشريفة ، من قبل ولاة الأمر والجهات المعنية لتأهيلها و الحفاظ عليها . وبمناسبة#اليوم_الوطني_السعودي 93 نظمت شركة باسقات وصحيفة سياح الالكترونية يوم الأربعاء 20 سبتمبر 2023م رحلة لمعالم #المدينة_المنورة و بالتنسيق مع مكتب التجربة الثرية للسياحة .
انطلقت الرحلة بقيادة المرشدة السياحية المتميزة ، الأستاذة عبير النجار ، بداية من مسجد قباء -أول مسجد أسس على التقوى – في رواية مشوقة و متسلسلة للأحداث بأسلوب مميز ، ومن ثم التوجه لمسجد بني أنيف و رواية القصة التي ارتبطت بهذا الموقع ، والذي عملت هيئة تطوير المدينة المنورة على تطويره و المحافظة عليه بأسلوب يتفق مع النمط العمراني للمدينة ، و باستخدام أحجار المدينة المنورة البركانية ، مع تشجيره وجعله تحفة تسر الأنظار .
ومن ثم توجهنا إلى جبل أحد و ما تخلل الطريق إليه من روايات وأحداث ومواقع و مآثر ، مرتبطه به وبغزوة أحد – “إن أحدًا جبلٌ نحبه ويحبنا” وقصة اهتزاز الجبل حين صعد النبي عليه الصلاة والسلام جبل أحد هو وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، فارتجف الجبل فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
و توقفنا عند ميدان سيد الشهداء، و دار حديث مشوق عن أحداث الغزوة التي تمت في العام الثالث الهجري وما شهدته من مواقف بطولية سطرها الصحابة والصحابيات الكرام ، ومنه التوجه لموقع غزوة الأحزاب – السبع مساجد – وما تم فيها من معجزات، وماشهدته من بطولات ومواقف سطَّرها التاريخ بماء الذهب ، و من ثم التوجه الى بئر غرس التي تقع في حي العوالي على طريق “قربان” وتبعد عن مسجد قباء 1500 م ، و كذلك شهد موقعه عناية و تطويرًا لافتا مؤخرا ، فهو أحد أهم الآبار التي استعذب ماءها نبينا محمد صلى الله عليه و سلم “نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة ،وماؤها أطيب المياه” وقد ورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – “إذا مت فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب” سنن ابن ماجه.
وفي ختام الرحلة تمت زيارة بستان عالية المدينة وهو من البساتين النبوية التى اشتهرت عجوتها بأجود أنواع العجوة.
وبعد استقبال حافل من مالكها السيد سعيد الحربي ، تم اصطحاب الضيوف للتعرف على المنتجات الطبيعية من أنواع مختلفة من التمور و نعناع و ورد المدينة والعسل والدقة المدينية و الصناعات الحرفية بأيدي وطنية ، و مما لفت الأنظار صناعة الأحجار الكريمة بأيدي الشاب مجدي الحربي عاشق الحجر الكريم الذي قدم شرحًا وافيًا بأسماء وأنواع الأحجار الكريمة التي اشتهرت بها المدينة المنورة ،كحجر الزبرجد والعقيق وغيره من أحجار أتقن فن صقلها وتشكيلها و صناعة الحلي والسبح .
وبعد كرم الضيافة وشرب “الشاهي” المطعم بورد المدينة و النعناع المديني في ساعات الأصيل وتحت ظلال النخيل و دعنا بكل الترحاب الذي استقبلنا به .
وخلال الرحلة ألقت الأستاذة بدرية الحجيلي مالكة شركة باسقات و صحيفة سياح الالكترونية كلمة ترحب بها بضيوف الرحلة مبدية فخرها واعتزازها بما تبدله حكومتنا الرشيدة من جهود لإبراز التاريخ المشرِّف للمدينة المنورة و بأبهى صوره مع التطوير الملحوظ لجميع المرافق فيها و العناية بآثارها ومواقعها التاريخية ، كما استمع الضيوف لأوبريت ” سلام على طيبة” و “شاسع هذا الوطن ” كلمات الشاعرة ليلى الأحمدي مدير عام الصحيفة .
كانت جولة سريعة، ولكنها تجربة ثرية وشائقة ، نستشعر بها عظمة السيرة النبوية وما ارتبط بها من أحداث ومواقف أثيرة ، جديرٌ بنا نقلها والتعريف بها للزوار و حفظها للأجيال القادمة .
مستذكرين ماتبذله بلادنا من عنايةٍ فائقةٍ بالمواقع التاريخية والسياحية على نحوٍ مشرفٍ ولافت .
جمال بنت عبدالله السعدي