تقرير:حازم حسين
وهي كذلك في الوصف كما قال ايليا ابوماضي في قصيدته الحُسنُ حَولَك في الوِهاد وَفي الذُرى فَاِنظُر أَلَستَ تَرى الجَمالَ كَما أَرى أَيلولُ يَمشي في الحُقول وَفي الرُبى وَالأَرضُ في أَيلولَ أَحسَنُ مَنظَرا.
هي باللسمر تلك المدينة التي يتوشحها السحاب ويزيد من جمالها رزز المطر وزينها الضباب وكأنها تقول انا الجما والبهاء وانا للسياحة رمزُ وعنوان.
فقد ميزت الجبال الشاهقة والأودية السحيقة والهواء النقي والغابات وارفة الظلال بللسمر بميزة فريدة عن محافظات عسير لموقعها الجغرافي ولمقماتها السياحية المذهلة لتي تتنوع فيها أنماط السياحة ، فيجد فيها السائح كل مايريده ان كان من هواة الهايكينكج او الطلعات البرية أو غيرها من أنماط السياحة .
وسميت بللسمر بهذا الاسم نسبة إلى جد القبيلة أسمر بن حجر بن الهنوء بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن يشجب بن سبأ بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ ثم خنوخ وهو (إدريس عليه السلام) بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.
يقول المؤرخ والأديب الشيخ عقيل بن ضيف بن عمر القويعي أن تميز البر الأسمري يعود إلى التركيب الجيولوجي للمنطقة فلون الجبال المتنوع يعكس تنوع التربة.
فيما يذكر الباحث الفلكي عبدالعزيز بن سلطان المرمش الشمري أن تميز البر الأسمري يعود إلى أصل التربة وطبيعة أجواء المنطقة، والبر الأسمري يمر على سبعة مناخل، سنابل البر الأسمري تنمو تحت ظلال العرعر.
الأديبة جمال بنت عبدالله السعدي في تقرير لها سابق عن باللسمر قالت سرنا بدروب معبدة مسفلتة ، وفي أجواء ساحرة يداعب النسيم صفحات الخد الندي .. نحث الخطى شوقا نحو بللسمر حيث الجبال الشاهقة تغازل الوديان السحيقة ، يجوبها الهواء النقي و يسودها مناخ معتدل ، وتلونها الغابات الكثيفة بالخضرة الدائمة وارفة الظلال نتيجة الأمطار الموسمية التي تروي روابيها .
الخضرة الممتدة على جانبي الطريق الذي يتلوى صعودا أمامنا ، كمن يقوم بفعل تشويق لاكتشاف الأجمل كلما اقتربنا من بللسمر أحد المراكز التابعة ل منطقة عسير، ويقع شمال مدينة أبها على مسافة 110 كم تقريبا .
وجدنا أنفسنا على قمة ممهدة مهيأة لاستقبال المصطافين والمتنزهين وقد أعدت فيها المظلات عند المطلات العديدة في المنطقة كمطل آل حوراء ومطل خلقة، وتمتد أمام ناظريك مساحات شاسعة من اشجار العرعر التي تمتع البصر وتبهج الفؤاد بمناظرها الخلابة ، وما أن نلقي بقطعة خبز حتى يخرج إليك عشرات القرود من بين الشجيرات والصخور، يتقاطرون و يتسابقون لالتقاط ما تلقيه إليهم ، فيأكلونه بنهم شديد .
وكأن الله جعل رزقهم عبر هؤلاء المصطافين وهم المنقطعون في تلك البقاع .
وفي مواقع معدة للجلوس وجدنا عددا من الأسر التي تقصد الموقع و قد جٌهزت بكافة لوازم الرحلات من قدور و تباسي و أواني و حطب و فرش، للتخييم أو لتقضي سحابة يومها في رفقة سحاب بللسمر وضبابها الذي يجوب الأرجاء ، مع زخات من مطر خفيف يطفيء لهيب مناطق حارة قدموا منها يستروحون بها ، و يستمتعون بأجوائها الباردة و بجمال الخضرة التي تكسو الجبال والمنحدرات المطلة على الوديان ، و من أهمها وادي عياء المعروف بخضرته الدائمة و جريان جداول الماء فيه .
وتكثر في بللسمر المتنزهات الرائعة التي تتيح للأهالي والزوار قضاء أجمل الأوقات بين ربوعها ، كمنتزه شعف آل خريم و منتزه الجاضع ويقع جنوب بللسمر ومنتزه حضوة ويقع بالقرب من بللسمر ويبعد حوالي 7 كيلو مترات و منتزه خارف «البادية» ويقع شمال مركز بللسمر ويبعد حوالي22 كيلو متراً الذي يتميز بالبرودة الشديدة و درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء و بكثافة الضباب و منتزه الجاضع ويقع جنوب بللسمر ومنتزه حضوة، ويقع بالقرب من بللسمر ويبعد حوالي 7 كيلو مترات و منتزه خارف «البادية» ويقع شمال مركز بللسمر ويبعد حوالي22 كيلو متراً و منتزه آل عينين: ويقع غرب بللسمر ويبعد حوالي 4 كيلو، و منتزه آل عبيد: ويقع جنوب ويبعد حوالي 12 كيلو متراً ويوجد به مطل جميل يطل على سهول «تهامة عسير» و منتزه الشعابة والعيص.