تقرير : جمال السعدي
تعتبر قلعة شمسان في مدينة أبها بمنطقة عسير الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية إحدى أقدم المعالم الأثرية فيها ، و تقع على جبل شمسان والذي يرتفع ٢٣٠٠ م فوق سطح البحر ، بناها الألمعيون – نسبة لقبائل رجال ألمع – من ألواح الحجارة الصلبة، و يقال أن تاريخها يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
تتكون القلعة المبنية بشكل مستطيل من مدخل رئيسي و ثلاثة أبراج في الجهة الغربية المطلة على مدينة أبها بعرض أربعة أمتار ، و يبلغ ارتفاعها حوالي 90 متراً. و في الداخل فناء مستطيل الشكل تُفتح عليه جميع المرافق والغرف ، كما للقلعة أبواب كبيرة رئيسية و نوافذها مطلة على المدينة ، بالإضافة إلى تزويدها بدورات المياه .و عثر فيها على مجموعه من الأدوات الحجرية والصوانى بأحجام وأشكال مختلفة والتي تتميزت باتقان صناعتها. و تميز تسقيف القلعة بجذوع أشجار العرعر التي تشتهر بها جبال عسير .
تعرضت القلعة لإهمال كبير مع مرور الزمن مما أدى لتهدم الكثير من معالمها ، و مؤخرا أولت الهيئة العامة للتراث الوطني والسياحة عناية فائقة بها ، فقامت بتطويرها وترميمها للحفاظ عليها كقيمة تاريخية و تراثية ، نظرا لاستخدامها في تاريخ المملكة كثكنة عسكرية و لفترات عدة ، حيث تم تطويرها عن طريق القوات السعودية التي عملت على ترميمها و حراستها بالحامية العسكرية ، و أضافت إليها بعض الوحدات البنائية اللازمة .
تاريخيا أمر ببنائها الوالي العثماني” محيي الدين باشا ” واتخذها حصناً عسكرياً حماية للطريق القادم من عقبة شعار شمالاً، حيث يُعد الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية ولصد أي هجوم على المدينة من الناحية الشمالية. واستمرت بدورها حتى وقت مغادرة الأتراك لمنطقه عسير.
ارتبط أهالي عسير بالقلعة ارتباطاً وثيقاً حيث كانت مقرا لنزهاتهم نظرا لموقعها المشرف على أبها ، كما ارتبطت بذاكرة أهالي أبها لأنها كان يُطلق منها مدفع الإفطار في رمضان و كانت تعد مصدر للأمان و الحماية لهم .
قلعة شمسان قد لا تكون ذات حجم كبير ولكن تتميز بموقع فريد و بدور هام وكبير في حماية المنطقة المشرفة عليها لفترات تاريخية مديدة ، و لا يفوتنا شكر الهيئة العامة للتراث الوطني والسياحة للعناية بالمواقع الأثرية في بلادنا لتكون معلما سياحيا وشاهدا على التاريخ وذاكرة حية للأجيال المتعاقبة .