يُعد النخيل المنتج للتمور أيقونة خاصة في الزراعة للمناطق التي تتواجد بها بكثرة، كشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وإيران ، ويعود أول عثور لنخيل التمر إلى عام 4000 قبل الميلاد، في بلاد ما بين النهرين، أما في الوقت الحاضر، فيوجد حوالي 5000 صنف لنخيل التمر في 34 دولة منتجة، ويزرع منها أكثر من 84 مليون شجرة في الوطن العربي.
وتبلغ نسبة زراعة نخيل التمر في المنطقة العربية حوالي 75% من المساحة العالمية، وحوالي 69% من إجمالي الصادرات العالمية للتمور ، وفق الاحصائيات المذكورة في عدد من الدراسات. وهذا يفسر قيمته التاريخية والدينية والاقتصادية والاجتماعية الفريدة في تلك المناطق .
كما تعتبر صناعة نخيل التمر كثيفة العمالة، فهي تتطلب التقليم والتلقيح والحصاد والتخزين والمعالجة، وهي بذلك تساهم في خلق فرص العمل ، وتولد الدخل الجيد للمزارعين ، ناهيك عن كون ثمار التمر مصدرًا مهمًا لكسب العيش والقدرة على الصمود للسكان المحليين، نظرًا لقدرتها على التكيف مع البيئة القاسية ، وتحمل درجات الحرارة المرتفعة ، التي تصل إلى حوالي 50 درجة مئوية، وتعايشها مع الملوحة العالية، حيث يمكن لنخيل التمر أن يتحمل الملوحة العالية للماء أفضل من أي شجرة مثمرة أخرى، بالإضافة إلى قدرتها على تحمل فترات الجفاف الطويلة، وغيرها من الظروف الصعبة ، وهي بذلك متوائمة مع الطبيعة الجغرافية والمناخية للمناطق العربية.
لقد أنتج العالم حوالي 9.8 مليون طن من التمور في عام 2021، وذلك وفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وتعد مصر أكبر منتج للتمور في العالم، حيث أنتجت حوالي 1.7 مليون طن في عام 2021 وحده. وتأتي المملكة العربية السعودية في المركز الثاني بـ 1.6 مليون طن، تليها إيران بـ 1.3 مليون طن. وبذلك تعد المملكة من المنتجين الرئيسين للتمور، ويبلغ إنتاجها العالمي 17% كما لديها أكثر من 31 مليون نخلة.
2023/11/23 12:24 ص
الباحثة أشواق المرزوقي : أبعاد قيمة النخيل في المجتمع
Permanent link to this article: https://soyaah.com/29801/