جدة – سياح
أكد الناقد السعودي المعروف محمد علي عسيري في قراءة نقدية لفلم جرس إنذار الذي يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة في المنصة العالمية Netflix والذي قامت السيناريست السعودية الدكتورة بسمة بنت عبدالله بكتابته، أكد بأنه ولادة حقيقية لكاتبة سيناريو بمقاييس هوليودية .
وكشف الناقد ” عسيري ” بأن الكتابة نسيج من واقع، غير أن التفاصيل الصغيرة جدًا التي لا نراها كثيرًا هي خيوط الخيال التي تمنح الدراما ذلك البُعد التراجيدي، و في فيلم (جرس إنذار) أصعب ما يمكن الاعتراف به هو الاعتراف ذاته بأن (العلاقة) التي صُنعت في حبكةٍ ممزوجة بعقدٍ تصويرية مذهلة، وفي جوانب مختلفة من جمود القفل إلى الصرخة، ومن وهج الاشتعال إلى ضبابية الهروب، ومن إدارة الموقف إلى تحويره في الاتجاه النفسي المتشعب للجناية المركبة.
وأضاف ” عسيري ” بأن الدكتورة بسمة بنت عبدالله، المتخصصة في علم الجريمة منحت التحليق أفقًا ملهمًا، واستفادت من خبرتها في هذا المجال الأصعب ـ برأيي ـ في صناعة جديدة ربما تكون ميلادًا لمزيد من الإبهار في كتابة السيناريو في السعودية .
وأضاف : تغوص السينارست السعودية ” بسمة بنت عبدالله ” برحلةٍ في عمق الجريمة، ذات الأبعاد المعقدة، والمنعقدة في أصعب تشكيلٍ تربوي اجتماعيّ لتُخرج لنا ( سيناريو ) متفجّر بالطاقات الإبداعية، والمتماهي مع عصرية المشاهد وأنماطه الهوليودية في عالم صناعة الأفلام اليوم.
واعتبر سيناريو ” بسمة ” انطلاقة تستحق ” الترند ” ، رغم بعض الأخطاء الإخراجية، إلا أن تركيزه كان على جانب الكتابة الإبداعية كناقدٍ مهتم بهذا المجال، بين اختيار المفردة المتمردة، والانتقال السلس في الحبكة، وكمية ( العُقَد ) المترابطة التي تُسفِرُ عن دهشةٍ تلو الآخرى.وذكر بأن هناك ظواهر واقعية تجلّت في السيناريو ومنحته أبعادًا جديدة مثل :ـ المثالية ليست شكلًا وإنما تربية.ـ التنمر بين الضغط النفسي وأخلاقيات المهنة.ـ الشكل والمظهر وفجوة الأجيال.ـ أبغى أفتخر فيكِ ـ رنا فين !ـ النمط الغالب في التفاعل الاجتماعي.
وأشار ” عسيري ” بان أكثر ما يلفت الانتباه لمن تأمل بعمق في الأبعاد الفنية للسيناريو، قدرة السيناريست السعودية ” بسمة العبدالله ” على عنصر الربط بين عدة جوانب فنية جوهرية، تتمثل في الارتباط النصي والتوظيف المدروس بدرجة دقيقة جدًا في أغلب السيناريو مثل :ـ اللبانة والسيجارة ( وجهان لواقع مشترك ) في بيئة نسوية.ـ اللبانة : الرسالة المفتاحية الأولى .ـ السيجارة: النهاية غير المتوقعة .ـ لوحة الشرف مقابل الصراع الداخلي.ـ القفل والنظارة ( الانغلاق مقابل البصيرة )ـ الإخلاء والصلاحية ( الحلقة المفقودة في سلسلة القرار الإداري).ـ قفل باب المدرسة وقفل باب المكتبة ( ـ عتيق بين الاسم والمعنى في السيناريو.ـ سهام بين الارتكاب والارتباك آخر نفس مع أول هروب .ـ حياة بين الإدارة الداخلية والخارجية.ـ أميرة بين التكريم والضحية.ـ رنا ورن جرس الإنذار.ـ عفاف بين حملين ( واقعي ومجازي ).ـ الفكر بين العفة والموت، الصرامة مقابل المرونة.ـ أول موقوف (ولي أمر) وأول موقوفة (طالبة ).ـ حريق المدرسة وحرقة الأسرة.ـ التحقيق الداخلي من منطلق نظرية الانفصال الأخلاقي ( انفصال مركب ـ اللوحة الفنية ( الهدية ) مقابل حبة المنوم.
وذكر الناقد ” عسيري ” بان السيناريو لم يخلو من رسائل ملهمة مثل :ـ عفاف : فاقد الشيء يعطي أكثر.ـ أميرة: وفاء وتميز يقابلة غدرـ اللوحة: روح الشغف ما بعد الموت ـ النوم : الحلم الذي اعترف بالحقيقة الأولى.- خارج دائرة الزمن / داخل دائرة الزمن ( الفجوة بين الحقيقة والافتراض).
واشار الناقد بأن الكتابة لأي سيناريو ليس أمرًا سهلًا، بما فيه من تقمص وربط وحَبْك وإيجاد العقد الفنية والخروج عن النص بإضافة وقيمة ذات بعد فني، وذات ارتباط بالكيف وليس الكم الإنتاجي. وهذا ما جعله يقول :أن بإمكان الدكتورة بسمة أن توجد خارطة الطريق لعالم فني جديد يحلق بمعنى يصل إلى العالمية بالدراما السعودية، ولكل من يمتلك هذه الموهبة في أي مجال فني، لنواجه العالم بما نمتلك وبما نتفوق به.من الرسائل الملهمة : – الساكت عن الحق برضو يتحاسب.