للكاتب :فريح الشمري
لا شك أني اختلف مع تومس كوك دينياً وثقافياً وحتى عرقاً ولوناً ، و لكن لا اختلاف على أنه قام بعمل نبيل بحسب معتقده ودينه فهو لمن لا يعرفه – منصراً بروتستينياً وأحد المنادين بالاعتدال – قام بتنظيم رحلة على متن قطار لـ(570) ناشطاً من مدينة لستر إلى لافبرا وهي أول رحلة منظمة مكتملة العناصر في عام ١٨٤١م , وبعدها أسس توماس كوك الشهيرة، وتومس كوك ليس أول مرشد سياحي ولكنه قد يكون الأول بالتنظيم والاحترافية وممارسة المهنة بشكلها الجديد، وإلا فمهنة الإرشاد من أقدم المهن حتى لو لم تظهر بمسماها الحالي فظهورها بمسمى دليل بدأ مع احتياج الإنسان للتنقل واحتياج الملوك للاستجمام ورحلات الصيد وتنقلات التجار ومرافقة الجيوش وفي الإسلام وأهم الأحداث هجرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وصاحبه رضي الله عنه كان دليلهما عبدالله بن أرقط الكناني ومع تقدم الوقت طرأ تغير وتطور على هذه المهنة وهي الحاجة لإجادة اللغات الأخرى بعد الفتوحات الإسلامية واعتناق غير العرب للإسلام ، وبعد تطور العلم عند المسلمين وبدأ تأليف الكتب ظهر البلدانيون والرحالة والذين أجادوا وصف الطرق والممرات والعمران والمدن والإنسان، وإلى عصرنا الحالي وتطور العلم وحداثة الأجهزة والخرائط فلا يمكن الاستغناء عن المرشد السياحي فهو العنصر الأساسي في إنجاح الرحلة ودوره لا يقتصر على مرافقة السياح وإرشادهم إلى المواقع السياحية فقط ولكن يساهم إعطاؤهم الصورة الإيجابية عن بلادة وثقافة مجتمعه والصورة الإيجابية عن الإسلام ودوره كإنسان مؤهل لمساعدتهم والتعامل معهم بأمانة والحرص على سلامتهم وهذا ما أردت قوله عن نبل هذه المهنة وكيف يكون المرشد السياحي داعية بتعاملة وأخلاقه، والأمثلة كثيرة على هذا كثيرة لعل أبرزها مقطع الفيديو لمذيعة “ال بي بي سي” وتأثرها بالأذان في جدة التاريخية وكيف أن المرشد المرافق لها أكمل بعد الأذان حديثه حول الصلاة وسورة مريم ،بطريقة ذكية ليبين سماحة الإسلام وإيماننا بالرسول واحترامنا للديانات السماوية السابقة.
القصص التي لم تنشر كثيرة ولكن لعلي أختم بما كتبته الأستاذة عبير عاتي في رسالتها “أخلاقيات مهنة المرشد السياحي” بقولها: (تتميز مهنة الإرشاد السياحي عن باقي المهن الأخرى بجمالها وإنسانيتها على اعتبار أن من يمارسونها يقومون بأفضل الأعمال وأنبلها).نقلا عن صحيفة حائل