تنظم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة في إدارة الإعلام وعلاقات الشركاء بالتعاون مع فرع الهيئة بمنطقة عسير ، يوم الأربعاء القادم، زيارة ميدانية لقيادات المجتمع المحلي في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير إلى موقع “جُرش” الأثري بالمحافظة، وذلك في إطار أنشطة مسار التوعية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
وتعد جرش الأثرية من أكبر وأهم المراكز التجارية ويرجع ذلك لوقوعها على طريق القوافل التجاري القديم الذي يربط بين جنوب الجزيرة العربية بشمالها، ويرجع تاريخها إلى حقب ما قبل الإسلام، ويبدو بأن المدينة أخذت تفقد وهجها الحضاري بدءاً من القرن الخامس الهجري (الفترة الصليحية).
وقام قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة بمواصلة العمل الميداني والذي سبقهم به الفريق السعودي الأمريكي المشترك وذلك بهدف الحصول على معلومات أكثر عن الفترات التي عاشتها المدينة والتعرف على المراحل الحضارية المهمة وذلك عن طريق الطرز المعمارية والاستخدامات التي تمت واللقى الأثرية التي تساعد على مضامين تلك المراحل.
ويحوي الموقع تلال أثرية مختلفة في ارتفاعاتها وخاصة في الأطراف الشرقية من الموقع وفي وسطه، أما في الأجزاء الجنوبية فتظهر تلال أثرية متفرقة ومتوسطة الارتفاع، ولا تزال جرش تحتفظ بالكثير من الشواهد الأثرية، كأساسات ومداميك المباني المنحوتة بعناية فائقة من صخور البازلت والجرانيت، أو التي بنيت على طريقة أهل المنطقة بقوالب الطين والرقف.
وقد نتج عن أعمال التنقيب في الموقع الكشف عن حصن جرش، والمسجد، والوحدة السكنية بالتل الشمالي، ووحدات معمارية بالتلال الجنوبية، ونقش نقش بارز لأسد يهاجم ثوراً كتب بالخط المسند الجنوبي، ومعثورات أثرية تعود لفترة ما قبل الإسلام والفترة الإسلامية.
وتم اسئناف أعمال التنقيب في الموقع، بعد موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على استمرار الأعمال الميدانية بموقع جرش الأثري للموسم التاسع، واستطاع الفريق أن يكتشف العديد من الظواهر الأثرية فيه، والآثار التي تعود إلى ما قبل الميلاد وحتى الفترة الإسلامية.
وتأتي الزيارة ضمن فعاليات حملة التوعية المجتمعية للتراث الوطني التي ينظمها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وتندرج تحت مسار التوعية والتعريف بالتراث الوطني، حيث تم تنظيم زيارات إلى مواقع عينونة، وقرية، والعبلاء، شارك خلالها قيادات المجتمع المحلي، والمواطنون، في أعمال التنقيب بجانب الفرق العلمية العاملة في هذه المواقع.
ويعد البرنامج مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل : الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري وغيرها، ويشمل البرنامج 230 مشروعاً تتمثل في هذه المسارات