كتبت في مجموعتي القصصية عن المعذبات في الأرض ، القصة تم تناولها مع قهوة الصباح وحلوى الجدل بالتمر ، فقد بدأت الآراء المتضاربة تنتثر على طاولة المعلمات ، وهناك أيضًا على طاولة المعلمين . وصفتُ في القصة حال المرأة المعلمة ، وهو حالٌ لاتحسد عليه ، فهي بين التعليم والتربية والطبخ والغسيل والحفاظ على جمالها وصحتها ورومانسيتها وشاعريتها والصبر على دلال الزوج ، وعبث الأولاد وكمية الحصص ، و و و الخ ، فطاولة المعلمات فقد مدت عليها أطباق الابتسامات وأكواب التأييد وباقات التصفيق ، أما طاولة المعلمين ، فقد انتثرت عليها الأشواك، وسيل من النعوت لصاحبة القصة ، هذه المخربة ، هذه التي تحشو رؤوس نسائنا بالنشوز ، لم يستيقظ فيهم ضمير ، ولا رف لهم جفن ، بل إن الحقائق مرت بهم مرور الكرام ، فما تربوا عليه أن المرأة كائن لاخيار له ، وأن هذه المخلوقة عليها واجبات ومسؤليات كبيرة، بينما لم يسمعوا فيما يسمع العاقل ، أن لها حقوق ، ومن يلومهم فهاهي الأم تودع ابنتها إلى بيت زوجها بوصية بحجم ملحمة ، وكل مافيها واجبات وحيل للمحافظة على هذا الرجل الذي هو (جنتها) ونارها ، وهاهو المجتمع يصور لها المرأة ال(سنعة) الصبورة البطلة التي لاتعرف من الحياة سوى العطاء ولم ترد في قاموسها كلمة الأخذ ، وكم هو معيب أن تفكر في نفسها أو تحاول أن تحصل على مقابل لما تقدم ، تلاحقها النعوت بالأنانية ، والخيانة ، والسوء ، ويهددها الزوج بالضرة ، إن هي لم تستطع أن تكون كل شيء ، وتسد كل الثغرات ، وتنال كل النياشين، ولكن لابأس حين يمضي بها العمر أن تُكافأ بضرة ، وهل بإمكانها الاعتراض على حق الزوج في التعدد؟ يالها من مارقة!
Permanent link to this article: https://soyaah.com/760/