هل فاتني الركب؟
سؤال يجتاحني كلما رأيت هذا الفجر الجديد بنفسجي الرؤى ناصع الطيوف ، والذي أراه اليوم يغمر بلادي .
لماذا أشعر ببعض الأسى وأنا أرى تمكين المرأة ؟ وأنا التي قضيت سنوات أحلم بذلك ؟
لماذا أتعثر وأنا أخطو على الطريق السالكة التي تحفها الزهور ؟
لماذا أراقب الفجر الجميل بمرارة ؟
ربما لأنني ودعت سنيّ الشباب الذي كنت فيه أتضور كبتًا ؟
ذلك الزمن حين كنت أتوق لجرعة حرية أسترقها ذات سفر ، أو أراها ذات سنة ،
تلك الليال التي قضيتها أفكر في طريقة أعبر بها عن مشاعري دون أن يقال عني مارقة ؟
وتلك الكراسات التي رسمت عليها أجنحة ولونتها ولكنها تبقى مجرد ورقة تطوى ، ولا أستطيع التحليق بها ، ربما.
بكل صدق أقول :
تملؤني الحسرة على مامضى من العمر ، بيد أن التحرر متأخرًا خيرًا من البقاء تحت القيود إلى نهاية العمر كما يقول المثل الإنجليزي : ( better late than ever).
كذلك تعتريني مشاعر الغبطة ( لا أقول الحسد) لفتياتٍ هن في مقتبل العمر ، سيمارسن حقوقهن بكل ثقة ، وسيحصلن على أجنحة قابلة للتحليق ، ليست كتلتك التي في كراستي .
هي حالتان شعوريتان تتقاذفاني ، أسىً على النفس التي كانت ،
وفرح بما آلت إليه حالنا .
ولكن وكما اكتشفنا متأخرًا أن الكثير مما حرمنا منه أنفسنا بدعوى الحرام ، كان حلالًا ، سنرى اليوم أن تناقضات الأمس انتهت ، وبدأ عصر الحقيقة ،
وأتساءل : هل نحن ذلك الجيل الذي أمضى أجمل أيامه في سجن الحياة ؟ ، وسيقضي خريف عمره في حديقة لايستطيع أن يقطف زهورها ؟
، وأفضل ماسيحصل عليه هو رؤية آلوانها الجميلة وربما وصل إليه بعض عبيرها؟
ربما نحن ذلك الجيل ، ولكن ،
برغم ذلك هي حياة أفضل بكثير لبني جيلي وبناته ، بينما هي الفجر الجميل ، للجيل الجديد بقيادة شابٍ يعرف كيف يفتح للجمال آفاقًا ويشرع للحياة أبوابًا .