الفترة الحالية هي فترة ذهبية لصناعة الضيافة في المملكة العربية السعودية, وقطاع الفنادق تحديدًا هو القطاع الأوفر حظا.
فقد تم الإعلان عن العديد من مشاريع لفنادق رائدة في مختلف مناطق المملكة. من هذه المشاريع مايطلق عليها “مشاريع جيجا” والتي تم إطلاقها في عام 2018 من قبل صندوق الاستثمارات العامة. وتشمل المبادرات السياحية قيد التنفيذ أمالا، ومشروع تطوير عسير، وبوابة الدرعية، ونيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية.
لذلك هناك حاجة لبناء المزيد من الفنادق لتغطية هذا الطلب المتوقع, وهذا هو ماتقوم به المملكة العربية السعودية حاليًا لمواكبة الطلب المتزايد في قطاع الفنادق. فحسب أحدث البيانات المملكة تقود نشاط بناء الفنادق في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يوجد 42,033 غرفة فندقية قيد الإنشاء وهذا يمثل 35.1 بالمائة من 119,505 غرفة فندقية قيد الإنشاء في المنطقة.
حقائق عن قطاع الفنادق:
– اتجاهات صناعة الفنادق ترتبط غالبًا باتجاهات سلوك المستهلك والتكنولوجيا الحديثة, والاستراتيجيات التي يطبقها أصحاب الفنادق وذلك استجابة للعالم المتغير من حولنا.
– الفنادق سوف تكافح من أجل الصمود وتحقيق أرباح في المستقبل, لذلك يجب أن يتمتع “فندق المستقبل” بخصائص موائمة لضيوفه الحاليين والمحتملين أيضا, فهؤلاء يبحثون عن تجربة إقامة فريدة من نوعها. وهذه الخصائص يجب أن يتبناها موظفي الفندق ايضا.
الاتجاهات الحديثة ومحاولة التنبؤ بها هو أمرٌ حيوي لضمان نجاح الفندق بالمستقبل, ومنها:
الغرف الذكية:
الراحة! سوف يدفع المسافرون الكثير مقابل الراحة, أي أن تكون الغرفة أكثر ملاءمة فيمكن استخدامها كمساعد شخصي لك؟
أدوات التحكم الذكية مثل الإضاءة الذكية, Amazon Alexa وGoogle Nest، وإنترنت الأشياء، وعازل الصوت، وما إلى ذلك، سيتمكن المسافرون من فعل أي شيء يريدونه في غرفهم بالفندق ،وبالكاد يضطرون إلى تحريك عضلة للقيام بذلك. فالغرفة الذكية تمكن الضيوف من الاسترخاء قدر الإمكان أثناء الرحلة.
الفنادق الخضراء:
مفهوم الحفاظ على البيئة أصبح مفهومًا دارجًا حاليا ، والمجتمعات أدركت أهميته. فهو يؤثر على اختيار المسافر بشأن مكان إقامته. الفنادق الخضراء حريصة على القيام بممارسات صديقة للبيئة, من خلال استخدام الطاقة الشمسية، والحفاظ على المياه، وتقليل البلاستيك، واعتماد أجهزة استشعار الحركة، وإضافة بدائل اللحوم إلى قوائم الطعام. وهذا ما يتوقعه الضيوف من هذا النوع من الفنادق.
موظفين متنوعي الثقافات:
الضيافة مرتبطة بشكل وثيق بقطاع الفنادق, وهذا مايضفي ميزة اضافية على الفنادق العالمية التي تولي إهتمامًا خاصًا لهذا المفهوم. مما يجعل العديد من الفنادق عالمية حقًا. وهذا يضيف بعدًا آخر لإقامة الضيف. مثلًا تكون خدمتهم من قبل شخص من بلدهم أو التعرف على ثقافة لم يزوروها من قبل أثناء إقامتهم في مكان لم يزوروه أيضًا.
التكنولوجيا :
التكنولوجيا عنصر أساسي ، ولا يمكن الاستغناء عنها خلال إقامة السائح. فعن طريق التقنية يمكن تسعير الغرف، وتسجيل وصول الضيوف، وتقديم خدمات مختلفة عبر الإنترنت، وخدمة الغرف، والمزيد. بشكل عام تسهل التكنولوجيا تجربة الضيف وتجعلها أكثر ملاءمة له.
تصاميم الفنادق :
رغبات وطلبات المسافرين متغيرة, فهي تتغير بطبيعة الحال مع تغير الظروف والزمن وعوامل أخرى. لذلك تحاول العديد من الفنادق مواجهة هذا التحدي, أي تلبية احتياحات المسافرين. فالتركيز على التصميم و” القيمة” المحلية ضروري. والبقاء على تواصل مع المسافر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية وغيرها من الوسائل مهم للفندق ليبقى على اطلاع على هذه الرغبات المتغيرة ودورها في إعادة تصميم الفندق.
على الفنادق أن تكون “مختلفة” وتلبي احتياجات المسافرين المختلفة والمتغيرة فالعلم مستمر بشكل سريع بالتغير. مزيد من الابتكار والإبداع والتجارب المتميزة مقابل مايدفعه المسافرين هي مفتاح نجاح “فندق المستقبل”.
د. أريج عبدالعزيز الهميمة
مختصة في إدارة السياحة والضيافة