أبوظبي ف/ وام /
اختتمت فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة بأبوظبي الذي أقيم في الفترة من 1 ديسمبر 2017 وحتى 27 يناير 2018 تحت شعار “أرض الإمارات ملتقى الحضارات” برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وحقق المهرجان نجاحا كبيرا فاق التوقعات حيث زاره 2.5 مليون شخص من مختلف الجنسيات والثقافات والاهتمامات من داخل الدولة وخارجها كما شهد تفاعلا كبيرا من العائلات والأسر مع التراث الإماراتي والعالمي.
واكتسب المهرجان سمعة خليجية وعربية وعالمية كبيرة جاء بفضل الرؤية الثاقبة والدعم اللا محدود والرعاية الكريمة الذي يحظى بها من قبل أصحاب السمو الشيوخ إذ أصبح بدعم القيادة الرشيدة وما وصل إليه من مستوى مشرف في الفعاليات والمشاركات وجهة سياحية عالمية وضعت الطابع التراثي في قالب عالمي يؤمه السواح والمهتمون بالتراث والأصالة والعراقة من كافة بلاد العالم ليشهدوا تجسيدا حيا لتاريخ الشعوب في منطقة تعبق بروح الماضي على رمال الوثبة في أبوظبي.
وبات المهرجان حدثا تراثيا وثقافيا مهما على خارطة المهرجانات العالمية وفريدا من نوعه في المنطقة يستقطب ملايين الزوار من الإمارات والدول الخليجية والعربية والعالمية الذين ينتظرونه عاما بعد عام خصوصا بعدما زادت مدته إلى ما يقارب الشهرين.
ولاقت الفعاليات والأجنحة الجديدة التي أقاماتها اللجنة العليا المنظمة للمهرجان اهتماما كبيرا من كافة الزوار الذين أبدوار انبهارهم بدقة التنظيم والتنسيق بين الأحياء والأجنحة والمحال ومعروضاتها التي تبرز جوانب كثيرة من التراث الإماراتي والعربي والعالمي مثمنين حرص المهرجان على نقل التراث إلى الأجيال الجديدة بصور تعليمية شيقة.
وأبدى العارضون رغبة كبيرة للمشاركة في الدورة المقبلة من المهرجان بالإضافة إلى تأكيد العديد من الدول الجديدة رغبتها في المشاركة العام المقبل وسط هذا الزخم التراثي العالمي من الحرفيين والمهتمين بإحياء التراث.
واحتفى المهرجان في معظم أجنحته بـ”عام زايد” عبر الكثير من الفعاليات الفردية من نوعها التي واكبت روح “عام زايد” كحدث مهم وغال على قلب كل إماراتي ومقيم على أرض الدولة حيث عكست الكثير من الفعاليات اهتمام الشيخ زايد “رحمه الله” بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي وما يحمله من قيم ورسائل تسامح إلى كافة الشعوب.
ورفع سعادة حميد سعيد النيادي مدير المكتب الخاص لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي أسمى آيات الشكر إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على رعايته الكريمة للمهرجان وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعمه المستمر وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة على متابعته للمهرجان.
كما توجه بالشكر إلى معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي 2017 على دعمه ومتابعته الحثيثة للمهرجان.
وقال النيادي إن دعم وتوجيهات ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة كان لها بالغ الأثر في نجاح المهرجان وتطوره سنة عقب أخرى وزادته نجاحا فوق نجاحه حيث كانت رؤية سموه وبعد نظره لما سيكون عليه المهرجان حاليا ومستقبلا هي البوصلة التي تهدي اللجنة العليا المنظمة إلى كل ما يفيد المهرجان والشعاع الذي ينير خطواتها في سبيل تطويره.
وأضاف أن نجاح المهرجان في استقطاب أكثر من 2 مليون 500 ألف زائر يؤكد نجاحه في الرسالة والهدف الذي أقيم من أجلهما وأن اللجنة العليا المنظمة وكافة لعاملين على المهرجان يسيرون في المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافه وما خطط لإقامته وتطويره حاليا ومستقبلا.
وأفاد بأن ردود الأفعال من المشاركين اتسمت بالإيجابية حيث أكدوا رغبتهم الصادقة في المشاركة بالدورة والدورات المقبلة من المهرجان بالإضافة إلى أن اللجنة العليا لمست رغبات دول جديدة عدة بالمشاركة في الدورة المقبلة وسط هذا التجمع العالمي بهدف إبراز ثقافاتهم وتراثهم أمام ملايين الزوار من كافة جنسيات العالم.
وأشار إلى أن المهرجان أولى اهتماما كبيرا بكافة العارضين والمشاركين ووفر لهم سبل الراحة والتعاون الكبير من أجل أن تكون مشاركاتهم ناجعة ومفيدة لهم وللزوار في الوقت نفسه إذ لم تدخر اللجنة العليا المنظمة للمهرجان جهدا في سبيل إنجاح المشاركات بالشكل الأمثل الذي يليق باسم وسمعة المهرجان العالمية.
وأضاف أن المهرجان كان حريصا على مواكبة المناسبات الوطنية أقام احتفالات خاصة باليوم الوطني السادس والأربعين وخصص نشاطات غنية متنوعة للاحتفال بروح الاتحاد منها مسيرة القبائل التي ضمت الآلاف من أبناء مختلف القبائل الإماراتية على مستوى الدولة الذين يتغنون بالأهازيج الوطنية تعبيرا عن الولاء والوفاء للقادة وجهودهم في كافة الميادين لحماية مكتسبات الوطن واتحاده.
كما احتفى المهرجان بـ”عام زايد” بصيغة جديدة استعرضت لمحات مضيئة من سيرة الراحل الكبير في تأسيس الإمارات ونهضتها واهتماماته بالتراث الإماراتي والعالمي والقيم التي غرسها في مجتمع الإمارات في التسامح والمحبة والسلام.
وأكد حميد النيادي أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بدأت من اليوم التخطيط والتحضير للدورة المقبلة لافتا إلى أن النجاح الكبير الذي تحقق في الدورة المنتهية يحملها مسؤولية كبرى تجاه الجميع في أن يخرج المهرجان في الدورة المقبلة بشكل أكثر إبهارا عبر أجنحته وفعالياته الحالية والجديدة التي ستضاف العام المقبل وبدأ التخطيط لها من الآن حيث هناك الكثير من المفاجآت الشيقة للجمهور.
وتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الجهات والمؤسسات والدوائر الداعمة والراعية للمهرجان الذين لم يدخروا وسعا في تقديم ما يملكون من طاقات وإمكانات لخدمة المهرجان مؤكدا أن مساهماتهم كان لها بالغ الأثر في نجاح المهرجان منذ انطلاقته وحتى اليوم.
ونجحت الأنشطة والفعاليات الجديدة التي أضيفت للمهرجان في استقطاب مئات الآلاف من الزوار وكذلك الأجنحة التي كانت غنية ومتنوعة بمعروضاتها وفعالياتها واحتفائها بالتراث العالمي حيث شهدت ردهة الحرف التراثية العالمية اهتماما كبيرا من الجمهور بما تستعرض من مهارات تراثية قدمها 30 حرفيا عالميا في قالب تعليمي أتاح الفرصة للجمهور للمشاركة والتفاعل بالإضافة إلى ساحة الوثبة كاستم شو التي لافت اهتماما كبيرا من المختصين والمحترفين والهواة في عالم بناء وتزويد السيارات.
وشكلت التطورات والفعاليات الجديدة إضافة تراثية متميزة أثرت المخزون التراثي والمعرفي لدى الجمهور وأصلت لحب التراث في نفوس الأطفال والشباب من الأجيال الجديدة حيث ضم المهرجان قرية للأطفال قدمت الكثير من الفعاليات الثقافية ومسرحا للأطفال وفعالية “تاجر المستقبل” بكل ما تحمل من تعزيز لقيم العمل والاعتماد على النفس وتشجيع الشباب الإماراتي على دخول مجال الأعمال وإثبات النجاحات.
وكانت النسخة المنتهية من المهرجان نسخة استثنائية بكل المقاييس إذ أكدت أن الحدث منصة وطنية لعرض التراث الإماراتي والعالمي بطرق مبتكرة شيقة وشهدت الكثير من المشاركات والفعاليات والعروض التراثية العالمية من 30 دولة خليجية وعربية وعالمية عبر 20 معرضا تفاعليا و24 حيا تراثيا تقليديا و40 مطعما للمأكولات الشعبية من حول العالم بالإضافة إلى 500 محل تعرض المنتوجات التراثية التقليدية من مختلف قارات العالم.
واهتم المهرجان بالمأكولات العالمية وخصص لها ساحة ضمت أكثر من 20 مطعما عالميا قدمت الأطباق التقليدية المشهورة عالميا من مختلف الدول المشاركة بالإضافة إلى منطقة “إقرب” للمأكولات السريعة التي ضمت أكثر من 30 مطعما تقدم المأكولات المحلية والعالمية.
وكان من أبرز الفعاليات بالمهرجان مسيرة التراث العالمي تلك المسيرة اليومية الضخمة لمختلف الفرق الفلكلورية التي كانت تجوب المهرجان بأهازيج تراثية شعبية من مختلف دول العالم لتعبر عن روح المهرجان الذي يجمع مختلف حضارات العالم على أرض الإمارات وتوزعت العروض الفلكلورية العالمية على أكثر من عشرة مسارح حية لتشكل في مجموعها أكثر من 50 عرضا متنوعا يوميا مثلت مختلف حضارات وثقافات العالم.