التسعينيات الهجرية ، فترة كانت شجية وعبقة بالذكريات والإنسانيات الجميلة ، وحتى على الصعيد السياسي كانت فترة هادئة والقومية العربية تعم المجتمعات العربية ، والعلم دخل البيوت عن طريق الكتب والمجلات والإذاعة وحتى التلفزيون والسينما ، وكانت القيم أنصع ماتكون ، هناك الكرم وحفظ العهد والصدق والتراحم ، أما الشرف فكان أغلى مايتغنى به الناس في ذلك الوقت .
ما أستغربه ويستغربه الكثيرون إن لم يكن الجميع ، هو الصورة التي يرسمها مسلسل العاصوف الذي بُذلت فيه الجهود وسخرت له المواهب الفنية ، والتقنيات التصويرية وغيرها وغيرها من الطاقات ، كأن فريق العمل يجاهد ليوصل لنا هذه الصورة القميئة عن مجتمعنا ، لماذا؟هل ذلك من قلة الوعي؟ أم أن هناك خطة لتشويه تاريحنا الجميل ؟
أوجه سؤالي لكل من في هذا العمل ، وأعلم أن الإجابة ليست متوفرة لديهم .
أرجو أن يتم إيقاف هذا المسلسل ، اعتراضًا على محتواه المسيء ، ثم أن مايجري داخله من مشاهد ومواقف لاتناسب الشهر الكريم ، فمن طفلة تتواصل مع شاب صغير ويتحدثان بطريقة مثيرة للعثيان ويتبادلان النظرات التي لاتتناسب مع سنيهما، إلى امرأة متزوجة تتعرض للرجل في الشارع وتعاتبه على قلة الزيارة ، إلى طفل يلقى في الشارع ، وكان قد ولد لفتاة عابثة ، وهذه الفتاة تركب مع الرجل في سيارته ويذهبان إلى البر ، وما خلف هذه المشاهد أمور مقززة ، كيف نتقبل مسلسل بهذا الشكل ، سخرت كل طاقاته لتزوير تراث مجتمعي كامل .
أتمنى أن يُتخذ إجراء بخصوص هذا المسلسل ليكون عبرة لما سيتم تقديمه في المستقبل من مسلسلات وأفلام .