جاءت إلىَّ مثقلة تنوء بحملها ، دليني على طريقة أسبر بها أغواره .
سأموت كمدًا من هجره .
تسود الدنيا في عينيَّ حين يدخل مقطبًا ، فأعرف أن زينتي وأناقتي ، وعطر الخيال عن لحظاتٍ سأقضيها معه ، ذهبت سدى، فهناك وراء التقطيبة نية لافتعال شجارٍ سينتهي حتمًا ، بصوت المفتاح يغلق باب صالون الرجال ، ويتركني كبقايا حفلةٍ كانت صاخبة، كانت تتكلم وأنفاسها تتلاحق ، تركتها تخرج ما بجوفها ، التقطت أنفاسها ثم أكملت ، بتساؤلات لا تنتهي : هل يا ترى وراء صدوده امرأة ؟
فهو يأتي من عندها منهكًا وقد أفرغ مخزون مشاعره لديها ؟
هل أنا بشعة ؟ (وعلى العكس هي من أجمل من رأيت وأكثرهن أناقة )
هل تصدر مني رائحة كريهة ؟
هنا استوقفتها وقد نفد صبري قائلة:
أيتها المتسولة متى تستقلين بذاتك؟
بدت عليها علامات الضيق ، فلم أكترث لها ، بل زدتها :
هل تظنين أن هذا الرجل هو مركز الكون؟
هل تحقرين نفسك وقدراتك لدرجة أنك تنتظرين من شخص آخر أن يعطيكِ هذه القيمة؟
هل أنت قاصرة عن معرفة مستوى جمالك وأناقتك؟
ألا تمتلكين مرآة ترين فيها نفسك؟
كأنها أجابت على كل الأسئلة في داخل نفسها وعرفت ما قصدت من أسئلتي العاضبة، فأطرقت صامتة ، ثم رفعت بصرها لتقول :
هو كذلك ، ليفعل بنفسه ما يريد ، وسأكون نفسي ، لن أجعل رضاه غايتي ، وهذا الحزن ضعف لن أسمح له بالتسرب إلى قلبي .
وتغيرت وجهة الحديث وتناولنا القهوة دون التعرض لموضوعها السابق ، بقيت بعدها أتساءل: هل ستنتهي معاناتنا في هذه الناحية؟ وكيف ستنقلب أفكار مجتمع وأساليب حياة ؟ بمجرد استشارة الآخرين؟
في نظري أعتقد أن المرأة بدأت تعي قيمتها وتسير في طريق الاستقلالية ، لكن بقيت بعض الأشواك التي ستضطر لإزاحتها من هذا الطريق .
مقالات عامة > الشاعرة ليلى الاحمدي تكتب: لله أنتِ يا وضحى !
2017/04/24 8:27 م
الشاعرة ليلى الاحمدي تكتب: لله أنتِ يا وضحى !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://soyaah.com/2654/