المرأة والإبداع…
يخاتلنا الوقت ، ونجد أنفسنا وقد مضى بنا العمر أبعد مما كنا نتوقع ، ويحدث كثيرًا أن نثور عليه فجأة ، في محاولة لاستعادة بعض الفوات ، وفي هذه الحالة نتحمس ونبالغ في التركيز على تحقيق ذلك ، لأن الوقت الذي بين أيدينا يرغمنا على التركيز والسرعة كي نتدارك مافاتنا ، وهذا الفعل محمود ، فهو أفضل من الاستسلام للقول ( راحت علينا) ، وهذا ما أشاهده خلال عملي في رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة، فهناك نساء تقدم بهن العمر وأخريات في منتصفه ، والكثير ممن هن في بدايته، يمارسن هذه الثورة ، فالمتقدمات في العمر يحاولن إثبات إبداعهن سواءً الفني أو الأدبي ، بتركيز وشغف ، وكذلك اللاتي في منتصف العمر ، أما اللاتي في بدايته فهن في قمة حماسهن وروعة العطاء المعجون بالبهجة والاسترخاء ، وفي كل الحالات إبداع له لون وطعم ورائحة ، الكاتبة تخرج مالديها من أوراق قديمة ، وتقرأ على مسامع الأخريات ، إبداع شق طريقه إلى قلوب وعقول المبدعات ومنها ، والقارئة تجلس في المكتبة مع كتابها وفنجان قهوتها وتقرأمستمتعة ، والفنانة تجلس إلى لوحتها وتسترسل في ملكوتها الخاص ، رؤيتهن في مجموعات تسر الخاطر ، واحدة تستعير فرشاة ، والأخرى تعطي رأيًا ، وثالثة تتأمل لوحات الأخريات ، هاهو إبداع المرأة المدينية يملأ جنبات المكان ، فتتنفسه ويملأ رئتيها بالجمال ، حينها أتأكد من صدق العبارة التي أرددها دومًا ،: بلادنا منجم من الأدب والفن والجمال ، فكونها منجم يعني أن واجبنا هو البحث عن كل ذلك ببعض الجهد ، واستخراج هذه (الأقلام الكريمة ) و(الألوان المضيئة) و (سبائك الكتب) ، وكم سنتفاجأ بكمية المجوهرات الثمينة داخل هذا المنجم .