من أغرب الاخبار التي قرأتها هذا الاسبوع عن احتجاجات وقرارات من بعض الجهات بأوربا تهدف لإيقاف تدفقات السياح…جيبوووهم عندنا
ويسرد الخبر تفاصيل اسباب المنع وهي ان تلك الدول والمقاصد السياحية بها باتت تمتلأ حد النخاع بالسياح الذين يقصدون تلك المعالم والمواقع السياحية مما يتسببون في زحام شديد وأحيانا تلويث البيئة بالقمامة وغيرها..
ومن ما نشر في الاخبار ” تدرس روما تقليص أعداد الزائرين لبعض الأماكن مثل نافورة تريفي ، وتخطط دوبروفنيك لتقييد سفن الرحلات السياحية، بينما تخطط برشلونة إلى فرض ضريبة جديدة على السياحة.
والأدهى ” تدخل رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي هذا الأسبوع بعدما تحول الغضب من السياح من الكلام إلى الفعل. وظهر فيديو يتضمن نشطاء ملثمين يوقدون مشاعل خارج مطعم ملئ بالسياح في جزيرة بالما دي مايوركا ثم اقتحموا المطعم ونثروا أوراقا ملونة على الرواد المذعورين”.. انتهى
انا هنا اتعجب وأضحك، على واقعنا في الدول العربية التي تعاني ضعفا في معدلات تدفقات السياح القادمين اليها بينما دول اخرى تتضجر وتسير المظاهرات وتنثر النشرات في رؤوسهم ..
هنا رسالة لابد ان يتنبه اليها القائمون على امر السياحة في الدول العربية ومتخذي القرار مفادها ان السياحة هي احد الموارد المهمة لاقتصاديات الدول ، كيف نجذب السياح ونهيئ لهم البيئة الجاذبة لهم للاستفادة من تلك الاموال التي ضاقت بها الدول الأوربية ..
على قادة السياح العمل بجد على تطوير الخدمات السياحية بمختلف أشكالها والتنسيق المحكم بين الجهات ذات الاختصاص لتذليل كافة العقبات التي قد تعطل تدفقات السياح ،بالإضافة الى ضرورة نشر الوعي في المجتمع بأهمية السياحة واتكيت التعامل مع السائح ،وابتكار المزيد من الفعاليات الترفيهية والتراثية لتعريف السياح بثقافة الدول وتراثها.
ولمن يتخوفون من ثقافات السياح وسلوكهم ، فلا مكان لهذا الخوف، فالسائح قبل زيارة أي دولة يقرأ عنها ليعرف عن ثقافاتها ويلتزم بما فيها احتراما لها وليشبع رغبته في التعرف على معالمها وحضاراتها الانسانية ويستكشف مزيدا من المعارف عن هذه الدول التي لا تزال تخبئ الكثير من مكنوناتها.
وللمناسبة نذكر.. المملكة العربية السعودية تستقبل في موسم الحج فقط دون العمرة اكثر من مليوني حاج في وقت واحد يجتمعون في مكان واحد ويتمتعون بكل الخدمات من القائمين على امر التنظيم من وزارات وهيئات و رجال الامن والكشافة وغيرهم من المتطوعين وبكل فخر وتجتهد هيئة السياحة في مراجعة مرافق الايواء السياحي للتأكد من جودة الخدمات واجراءات السلامة بالفنادق والنزل السياحية ،هنا نموذج نفاخر به نحن كعرب ومسلمين باعتبار ضيوف الرحمن يندرجون تحت نمط السياحة الدينية ونرى جملة” خدمة الحاج والمعتمر شرف لنا” في صدور العاملين والمتطوعين ،وهاهم الان يتدفقون من كل حدب وصوب على المملكة نسأل الله ان يعين القائمين عليه ويكتب لهم الاجر على ما يقومون به من خدمات جبارة في ادارة هذه الحشود وخدمتها بكل ابتسامة وتواضع وتفاني .