تجربة ممتعة مررت بها خلال الأيام الأربعة الماضية ، فقد كنت ضمن لجنة التحكيم للعروض المسرحية المقدمة من قبل المدارس الثانوية والمتوسطة في المدينة ،
شاهدت عروض مسرحية عديدة ، محاولات قوية وأغلبها ناجحة ، لتقديم مسرحيات متكاملة ، برز فيها دور الموهبة في التمثيل من قبل الفتيات ، والكثيرات منهن شاركن في الإخراج والبعض في التأليف ، فتيات المتوسط والثانوي حاولن أبدعن ، وأشد مالفت انتباهي الحماس والشغف بهذا الفن ،
وقوف المؤديات للاستماع إلى رأي اللجنة بما قدمن ، شرح مامررن به ليخرجن هذا العمل ، طريقة تعاملهن مع الدور ، كل ذلك مما يبعث على الأمل .
خشبة المسرح هي همزة الوصل بين الفرد والمجتمع ، نقطة اللقاء بين الفكرة والقضية وبين المعنيين بها والقادرين على التغيير .
أثمن لوزارة التربية والتعليم تفعيل المسرح المدرسي ، بقدر ما أثمن الرغبة في التواصل بين أطياف المجتمع ، وتلاقح الأفكار وتبادل المعرفة ، ومناقشة القضايا .
للمسرح بشكل عام نكهة الشبابيك المشرعة ، والسلالم الممردة ، والأبواب المواربة ،
فكل من يصعد عليه لديه مايقول ، وكل من يجلس أمامه يريد أن يسمع ويعي ، وكل من يكتب ويخطط لما يطرح عليه لديه فكرة أو قضية .
لأفراد مجتمعنا أقول :
زوروا المسارح ، وصفقوا لما يعجبكم ، ولترتخ أيديكم حين لايروقكم ماترون ، ولكن ضعوا المزيد من خشبات المسرح حيث تحبون أن تتواجدوا ، فسترون وتسمعون ما يريد الآخرين قوله ، وهذا أمر ضروري لانتشار الوعي ، ولكم الحق في الصعود على نفس الخشبة لقول ماتريدون .
ليست الفيديوهات التي تنتشر وتؤثر بعض الشيء كتلك الوصلات التي تنتقل إلينا مباشرة من فم القائل عبر المسافة القصيرة التي تفصل بيننا وبينه ، وليس مانراه في المسلسلات والأفلام من مشاهد مدروسة ومتقنة ، كذلك المشهد الذي يحدث بين أيدينا وتلامسنا لمعة الدموع في عين المؤدي له .، أو بريق السعادة في عيون أخرى ، حتى الصوت بلا مؤثرات يحدث تأثيرًا أبلغ في النفس ، لازجاج يفصل بيننا وبين المشهد ،.
لندرك أهمية الفن المسرحي ، فقط كي نصل إلى ذلك اليوم الذي يزدهر فيه هذا الفن لدينا ويجد من يجلس على كراسيه ، ويتفاعل معه .
*********
ليلى الاحمدي
كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية
نائبة رئيس جمعية رواق المدينة للمثقفات والاديبات
مدير تحرير مجلة سياح